Wednesday, February 04, 2009

سنة اولى شغل

بعد ما قضيت حوالى سنة و شهرين فى الشغل القديم – و ده كان اول شغل لى - قررت انى اكتب خلاصة اول سنة فى الشغل ......ـ

لما تعمل اول انترفيو فى حياتك ,و تختلط جواك المشاعر من خوف و امل و ترقب ... تبقى خايف ياترى المقابلة هتمشى ازاى و لو قاللى كده هرد اقول ايه ..... لما تقعد تحضر فى هدومك و تلبس اللى على الحبل كل ده علشان تعجب

لما تروح الشغل اول يوم .... طبعا لازم تروح بدرى و مش قادر تخبى انفعالك و توترك و تبقى متكتف و مش قادر تكون على طبيعتك و كل كلمة خارجة منك بحساب

لما يمر عليك اول اسبوع .... و تبدأ تهدى ..بس تحس انك مش فاهم اى حاجة و تدرك ان اغلبية المواد اللى درستها فى الكلية مالهاش علاقة مباشرة بالحياة العملية

لما تواجه مشكلة فى الشغل , و تقعد تفكر فيها كتير حتى بعد ما تروح و تاخدها على اعصابك و تضايق و تبقى مش عارف تعيش حياتك الطبيعية و فى الاخر برضه ماتوصلش لحل

لما تستنى يوم الاجازة على نار و تشتقله من الاسبوع للاسبوع و تقضيه فى الخروج او غالبا فى النوم

لما تحس انك مش عاوز تنزل الشغل بعد يوم الاجازة ( يعنى اول ايام الاسبوع ) و تنزل غصب عنك و تبقى تعبان و نعسان من السهر فى اليوم اللى قبله

لما يمر اول شهر فى الشغل و تلاقيه نفسك بدأت تغير اسلوب حياتك و تقلل الانشطة و تكتشف ان الشغل اصبح بياخد كل يومك تقريبا و الحبة اللى فضلولك يا اما بتحاول تخرج فيهم او بتنامهم علشان تروح تانى يوم الشغل

لما تخلص يومك فى الشغل و تروح و انت مش شايف قدامك من التعب و تبقى ماشى بتجر فى رجليك بس فرحان لانك بتشتغل

لما تمسك فى ايدك اول مرتب و تشعر ان كل جنية فيه انت تعبت علشان تجيبه و لما تقعد تفكر قبلها باسبوع هتعمل ايه بالمرتب لما تقبضه

لما حد يشوفك و يسأل عن احوالك و ترد بفرحة بتحاول تداريها و تقوله " انت معرفتش .. مش انا اشتغلت " او لما اصحابك يقولك تعالى نخرج و ترد بتعب مصطنع " معلش اصلى راجع من الشغل تعبان النهاردة "
لما تبقى مضغوط فى الشغل و تروح و انت بتسب و بتلعن اليوم اللى الواحد اشتغل فيه و تلعن الشغل على اصحابه بس جواك لسه فرحان انك بتشتغل ..............ـ

حالة ارتباك قصوى

حالة ارتباك شديدة امر بها , ارتباك مختلف كل ما سبق و كل ما عشته فيما قبل , انه ارتباك من نوع اخر ... انه ارتباك فى المفاهيم , و تقييم المواقف .

قديما كنت ارفع شعارات الخدمة , فنزلت الى قرى الصعيد حيث الخدمة مع الاطفال المهمشين و الناس المنسيين , فاخدمهم بكل طاقتى , و كثيرا ما ذهبت الى حى الزبالين حيث تقطن الزبالة بين الناس كاحد افراد الاسرة الواحدة .. ذهبت اليهم فاخدمهم بكل ما اوتيت من قوة , و كثيرا ما زرت الملاجىء و دار المسنين و الايتام و المستشفيات و .... الخ , فقط بحثا عن رسم ابتسامة , و مشاركة الغير فى احزانهم .

اما الان فقد تغير الوضع , اصبحت احس بانها شعارات لا طائل منها , ان كل من يتحدث عن الخدمة و المشاركة و المعايشة و الاحساس بالغير فهو يهزى... او بالاحرى يعانى من ازدواج الشخصية , فهو يتحدث عن الفقر و الالم و المعاناة و الوحدة و الحزن دون ان يعيشه عمق المعيشة .. دون ان يختبره حق الاختبار .. دون ان يعرفه حق المعرفة و ان عاشه و اختبره و عرفه .. فهو يعرفه لدقائق او ساعات او حتى ايام قليلة ثم يعود الى عيشته المرفهة و سريره الحريرى الناعم و جو عائلته الدافى و حضن اصحابه ... فهل يكفى ساعات فى ملجأ لكى اقول انى شاركت اولاد حزنهم ؟؟... هل يكفى اسبوعا فى صعيد مصر لكى نقول انى عشت حياة الفقراء و المهمشين ؟؟ ام ان الذى ينادى بكل هذة الشعارات ليس الا كمن يسافر و ينظر الى تلك المواقف كمن ينظر من زجاج نافذته .. كمن يمر على الحدث مرور الكرام و سرعان و ينسى تجربته و يطويها فى زحم حياته المختلفة تماما عما عايشه فى ذلك الوقت القليل .....قبل ان يسىء احد فهمى فانى لا اقصد ترك الحياة والاتجاه الى الرهبنة و لكن اين الحل الوسط ...؟؟

غزة ..... و ما يحدث فى غزة .. كلنا متأثرين و رافضين لما يحدث للمدنيين و الابرياء الذين لا ذنب لهم ... وطب بعدين ؟؟هل يمكن لبعض المشاهد و الاخبار التى نراها على القنوات الفضائية ان تكون كافية لكى نقول اننا نشعر بما يشعر به سكان عزة .. اكيد لأ .. فاهل غزة وحدهم من يشعرون بذلك مهما رفعنا شعارات التضامن و الاحساس بالغير و الشعور بالاسى و الحزن و ...... ـ

تحاصرنى جملة قوية – من وجهه نظرى المتواضعة – و هى : " ان من سمح بوجود الالم , هو الوحيد القادر على اعطاء التعزية و الامل و الرجاء , فلا داعى لحيلك الواهنة ايها الانسان و كفاك من محاولاتك الزائفة , دع مبدع الكون يتولى الامر , فهو اولى بهم منك و يكفيك ان تتغلب انت على مشاكلك , و فقط ...حاول ان تعيش سعيدا و ابقى قابلنى لو عرفت ......" منتظر ردود الافعال و مستعد لمناقشة قوية

Free Counter
Free Counter